...
...

جاءت الأخبار إلى القائد العام لكتائب عز الدين القسام محمد الضيف ومجموعة قليلة من القادة في مركز العمليات صباح يوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، مبشّرة بأكثر مما كانوا يتصورون. لقد نجحت العملية التي خُطط لها بدقة وأناة لنحو عامين في مرحلتها الأولى بسهولة، وجرت بانسيابية واحترافية فاقت التوقعات.

...
...

كانت آلاف القذائف والصواريخ بمديات مختلفة قد انطلقت حوالي 6:30 صباحا من مكامنها في غزة باتجاه المستوطنات القريبة وسديروت وأسدود وعسقلان واللد، وامتدت إلى تل أبيب والقدس، واستهدفت تحصينات مواقع عسكرية ومطارات، ودوت صفارات الإنذار في كل مكان في أرجاء إسرائيل.

قبل ذلك، تحرك أكثر من 1000 مقاتل من كتائب المقاومة لتنفيذ العملية البرية الأهم، واختراق الجدار العازل حول غزة. كان القلق يساور الضيف ومن معه بخصوص رد فعل الإسرائيليين، وهل اكتشفوا الأمر ليفسدوا عنصر المباغتة؟

لم يكن هناك ما يشير إلى ذلك حتى ذلك الوقت، فقد بدت تحركات الإسرائيليين وفق عمليات التنصت والرصد الدقيقة عادية، لقد تدرب نحو 1200 من عناصر النخبة في المقاومة على الخطة طويلا، واستوعبوا مهامهم بتفاصيلها الدقيقة بشكل يمتص أي مفاجأة، ونجحوا في الاختبار دون مفاجآت.

كانت العملية الأهم التي سبقت الهجوم الكبير، قد ركزت على استهداف وإعماء كاميرات المراقبة وأعمدة الاتصالات ووسائل جمع المعلومات الإسرائيلية الأخرى، بالطائرات الشراعية والمسيّرات التي تسللت بهدوء إلى غلاف غزة.

...
...
...
...
...

بعد أن اطمأن إلى نجاح سير العملية، أذن "أبو خالد الضيف" ببث الرسالة الصوتية التي كان قد سجلها معلنا بدء "طوفان الأقصى"، في وقت بدأ فيه العالم يستيقظ على الأخبار والصور الأولى. ولم يصدق الكثيرون أن ما يحصل يجري داخل غلاف غزة، وفي عمق تموقعات الجيش الإسرائيلي.

في نوفمبر/تشرين الثاني 2018، كان قسم الاستخبارات في المقاومة قد تمكن من الحصول على أجهزة لاسلكية إسرائيلية خلال اشتباك مع وحدة "سبيرت متكال" في خان يونس، وفك شفرتها، وباتت بذلك كل المعطيات حول المقرات العسكرية ومنظومات الإنذار المبكر والتحصينات على الجدار العازل مخترقة من قبل المقاومة.

استطاعت وحدة الهجمات الإلكترونية أيضا التغلب على نظام "إي آر سبيد" الذي يتضمن أجهزة استشعار مصممة للإنذار المبكر، واستدعاء أي قوات ليلا أو نهارا، ويمتد عمله لمسافة تصل إلى عدة كيلومترات من السياج وتحته على حدود غزة، فحققوا بذلك عنصر التفوق، وعرف الإسرائيليون كل تلك المعلومات التي أطاحت بتحصيناتهم بعد "طوفان الأقصى".

بناء على ذلك، كانت عملية الاجتياح قد جرت برا وبحرا وفق المخطط، انطلقت المسيّرات لتعطيل 14 من مراكز الرصد والاتصالات بأبراج المراقبة التابعة للجيش الإسرائيلي على طول الحدود مع غزة، فابطلت مراقبة المنطقة عن بعد بكاميرات الفيديو المنتشرة على طول الجدار والاتصال مع القيادة والضبط والربط، ونفذت الطائرات الشراعية عمليات إنزال جريئة ومفاجئة ودمرت معدات للعدو بالقذائف المحمولة جوا.

...
...

لاحقا عرف أن تدمير وسائل الاتصال وأبراج المراقبة ومراكز الرصد والاستشعار الإسرائيلية "تسبب بعمى كامل لقيادة الجيش الإسرائيلي ومنعها من تكوين صورة للحدث"، وفق ما ورد في تحقيق لصحيفة يديعوت أحرنوت (عدد 11 يناير/كانون الثاني 2024).

دمرت المسيّرات أيضا المدافع الرشاشة الثقيلة أعلى الجدار التي يتم التحكم فيها آليا والمصممة لردع أي هجوم بري محتمل، مما سهل على مقاتلي القسام والمقاومة الاقتراب من السياج الحدودي المحصن وتفجير أجزاء منه، ثم هدم أجزاء أخرى بواسطة الجرافات التقليدية، ثم تدفق المقاتلون عبر الفجوات بالدراجات النارية والسيارات، وبات أكثر من ألف مقاتل داخل غلاف غزة في فترة قصيرة.

في الوقت نفسه، كان عناصر من المقاومة ينفذون تسللا بحريا عبر القوارب المطاطية إلى قاعدة زيكيم جنوبي مدينة عسقلان، ويقومون بإلهاء وفتح جبهة أخرى تعمي قوات الاحتلال عن الهدف الرئيسي للعملية البرية التي لم تكن تتوقعها.

خلال العملية، كان السؤال الذي شغل أركان قيادة المقاومة في غرفة العمليات، مصير المهمة الخاصة التي أوكلت لعشرة من المقاومين (الفريق 17) في أقصى الجنوب بعيدا عن السياج المخترق، لاقتحام مقر الوحدة 8200 SIGINT المسؤولة عن التجسس الإلكتروني في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان)، والولوج إلى أجهزتها والحصول على معلومات غاية في السرية، وقد تمت العمليات بنجاح باهر.

...
...
...
...
...

كان سكان شمال غزة هم أول من سمع أصوات الانفجارات الآتية من قرب السياج، ذهبت توقعات البعض إلى أنها قصف إسرائيلي ورد من المقاومة بالصواريخ، ثم جاءت الأخبار والصور تترى.

بدت المشاهد الأولى لعناصر النخبة في كتائب عز الدين القسام وهي تتجول بسلاحها في مستوطنات الغلاف أكبر من أن تصدق، وكانت صور وفيديوهات الجنود الإسرائيليين قتلى ودبابات الميركافا والآليات الإسرائيلية المحترقة مثيرة، وتدفع الجميع للسؤال ماذا يجري؟ أيعقل أن تكون عملية برية للمقاومة؟

كان مشهد مئات قذائف الصواريخ التي تنطلق فوقهم دفعة واحدة من غزة مثيرا، فهموا بحكم خبرتهم التي راكموها من مواجهات سابقة وخط سيرها أن بينها رميات بعيدة المدى تطال مدنا وتجمعات في العمق الإسرائيلي، كانت أيضا كثيفة في أعدادها وتواترها بشكل لم يروه من قبل.

جاء الخبر اليقين من خطاب محمد الضيف الهادئ والمكثف إنها عملية "طوفان الأقصى.. لوضع حد لكل ممارسات العدو الإسرائيلي"، وقد نفذتها كتائب المقاومة بمفاجأة واقتدار داخل غلاف غزة، فأربكت الجيش الإسرائيلي وأجهزة مخابراته، وأسقطت جداره العازل الذي كلف نحو 3 مليارات دولار، وكبدت الجيش الإسرائيلي هزيمة مدوية.

مع دفق الأخبار الأولى، سارع العديد من الشبان الغزيين إلى عبور السياج الفاصل، كانت الثغرات التي أحدثها رجال المقاومة في ذلك الجدار العازل كثيرة، وباتت المنطقة مسرحا للفخر والاحتفال، واعتلى الكثيرون دبابة "الميركافا 4" فخر الصناعة العسكرية الإسرائيلية وهم يلوحون بالأعلام الفلسطينية، فباتت هذه الصورة أيقونية بكل المقاييس.

طوال ساعات الصباح، كان الأمر مدهشا للجميع وأشبه بالملحمة، تتالت الأخبار واللقطات المصورة عن الأسرى والقتلى الإسرائيليين ومشاهد الجرافات وهي تسقط الجدار، والحوامات المحلية الصنع وهي تصطاد الدبابات الإسرائيلية، والطائرات الشراعية التي لم يعهدوها، وتوغل قوات المقاومة إلى مسافات بعيدة داخل الغلاف ومستوطناته، وكانت مشاهد سيارات الهمفي والهامر الإسرائيلية وهي تدخل غزة كغنائم يقودها شبان فلسطينيون علامة على نصر مؤزر، كما يرونه.

...
...
...
...

كانت الساعة قرابة السابعة صباحا، عندما هب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيته بالقدس الغربية على صوت صفارات الإنذار، حاول أن يستوعب ما يحصل عندما رن جرس الهاتف، كان المتحدث من الجهة الثانية وزير الدفاع يوآف غالانت، أخبره بالتفاصيل الأولى المشوشة عن هجوم من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) داخل غلاف غزة. انتفض نتنياهو طالبا مزيدا من المعلومات.

مضى غالانت يخبره بارتباك من لا يعرف المعلومات الأكيدة أن الاتصالات شبه مقطوعة، وأن الأمر لا يتعلق فقط بضريات صاروخية، وأن الأخبار الأولى تفيد بهجوم شامل لحركة حماس على غلاف غزة، استخدمت فيه طائرات شراعية ومسيّرات، وأن السياج الحدودي قد تم اختراقه، ولا توجد معلومات مؤكدة عن عدد القتلى والأسرى والخسائر، وأن فرقة غزة قد انهارت عمليا.

بدا نتنياهو ممتقع الوجه ومشوش الذهن، ولم يصدق أن هناك عملية برية تنفذها حركة حماس قد حققت نجاحا بهذا الشكل الذي يرويه وزير دفاعه، وهو ما تأكد منه لاحقا عبر رئيسي الشاباك والموساد، وما يراه بأم عينيه على الشاشات. كيف يتم اختراق أحد أهم الحصون الدفاعية المزودة بتكنولوجيا فائقة الدقة بهذه الطريقة دون أي تحذير جدي من أجهزة الاستخبارات؟

أخبره أحد مساعديه أن محمد الضيف أعلن في خطاب بدء عملية سماها "طوفان الأقصى" فازداد حنقه، يا لهذا الرجل الذي أفلت مرات من الاغتيال ليسدد الآن ضربة قاصمة له ولحكومته وللجيش الإسرائيلي ولمستقبله السياسي المترنح، بقطع النظر عن مآلات المعركة التي بدأت للتو.

...
...
...
...

قبل ساعات قليلة من بدء طوفان الأقصى، كان جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) قد التقط ملامح نشاط غير عادي قرب السياج العازل، فرفع تقريرا إلى رئيسه رونين بار، الذي أعلم رئيس الأركان هرتسي هاليفي ورئيس الاستخبارات العسكرية (أمان) أهارون هاليفا، وقائد المنطقة الجنوبية الجنرال نمرود آلوني، ورغم اتخاذ بعض الإجراءات المرتبكة وإرسال تحذيرات لقائد فرقة غزة (وفق الرواية الإسرائيلية)، فإن الأوان كان قد فات.

كانت هناك تقارير كثيرة سابقة على مكتب رئيس الاستخبارات العسكرية أهارون هاليفا عن مؤشرات مقلقة أغفلت ولم يتم تحليلها بالقدر الكافي، بينها مقاطع فيديو من حسابات حركة حماس في شبكات التواصل الاجتماعي حول مناورات وعمليات للاستيلاء على مواقع عسكرية إسرائيلية، كانت هناك أيضا صور ومعطيات عن إقامة الحركة منشآت تدريبية تشبه القواعد الإسرائيلية، بعضها لا يبعد كثيرا عن الحدود، وتنفيذ عمليات اقتحام وقتال شوارع وأسر جنود.

استسلم القادة الإسرائيليون لوهم القوة المبالغ فيه ولصلابة الجدار العازل الذكي بتحصيناته الدفاعية الكثيرة، وخدعوا بخطة استعداد وهجوم نفذتهما حركة حماس بكفاءة، وفوجئوا تماما بالهجوم الذي بدأ بإطلاق آلاف الصواريخ على غلاف غزة قبل أن يتأكدوا أن "طوفان الأقصى أكبر مما يظن الاحتلال ويعتقد"، كما ورد في كلمة قائد كتائب القسام محمد الضيف، التي كان قسم خاص يعيد الاستماع إليها ويحللها.

بدت الساعات الأولى للهجوم أشبه بالجحيم في المستوطنات الإسرائيلية، وسادت حالة الهلع على وقع الصواريخ التي تتساقط في كل مكان، وقضى معظم الإسرائيليين ساعات يومهم الأولى في الملاجئ والمخابئ، وتعطل مطار بن غوريون، وخرج وزير الدفاع الإسرائيلي بعد أكثر من ساعة من الهجوم ليعلن حالة الطوارئ في نطاق 80 كيلومترا من قطاع غزة.

أما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فقد ظهر بعد نحو ساعة ونصف الساعة معلنا في كلمة موجهة للإسرائيليين، في وقت كانت فيه علامات التعب والمفاجأة تبدو على وجهه ونبرات صوته، "نحن في حالة حرب.. حماس شنت هجوما قاتلا مفاجئا على دولة إسرائيل ومواطنيها"، متعهدا "بشن حرب لا هوادة فيها على حماس".

ضج العالم بخبر الاختراق الذي حققته المقاومة، وبالسقوط المدوي للجيش الإسرائيلي وأجهزة مخابراته وتحصيناته، وبحجم الخسائر التي تكبدتها إسرائيل. وكان الإعلام الإسرائيلي قد بدأ يشبه ما حصل بأنه 11 سبتمبر/أيلول 2001 إسرائيلي، وشبهه آخرون بيوم "الغفران الثاني"، في إشارة إلى اليوم الأول من حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973 على الجبهتين المصرية والسورية.

...
...

"كل شيء كان مجنونا وفوضويا ومرتجلا"، هذا ما خلصت إليه صحيفة "يديعوت أحرونوت" في تحقيق لها عن يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. لم تكن الأوامر واضحة، وغالبية الضباط الكبار لم يكونوا يعرفون ما يحصل فعليا على الأرض.

بدا الجيش الإسرائيلي وقياداته في أشد لحظات الضعف والارتباك وبلا رد فعل تقريبا، و"بسبب العمى على الأرض، لجأ الضباط إلى بث التلفزيون وكذلك لشبكات التواصل الاجتماعي، وعلى رأسها قنوات تليغرام، والتي تضمنت صورا ومقاطع فيديو لما يحدث، ومن خلال المعلومات في مواقع التواصل أدرك الجيش أنه كان "حدثا واسع النطاق"، وفق ما ورد في تحقيق يديعوت أحرونوت.

كانت الأوامر قد صدرت لمقاتلات "إف-16" و"أف-35" بالإقلاع دون أوامر واضحة ودون أن يعرف طياروها طبيعة المهام الموكلة لهم، "فبقيت تتجول في السماء دون توجيه ضربات، ولجأ مشغلو المسيّرات للدخول على مجموعات واتساب لمعرفة الأهداف التي يجب استهدافها".

صدرت التعليمات للوحدات القتالية أيضا بإطلاق النار على السيارات المتوجهة إلى غزة، حتى لو كان هناك تخوف من وجود رهائن فيها، وكان ذلك أمرا بتنفيذ "بروتوكول هانيبال"، دون تسميته بشكل مباشر.

في آخر ذلك "السبت الأسود"، بدأت إسرائيل تحصي خسائرها، وبدأت المقاومة تفصح عن بعض تفاصيل عمليتها ونتائجها. وكانت المشاهد الميدانية والمقاطع المصورة وما نقله الإعلام الإسرائيلي تبيّن ما حصل بدقة.

يكتب الصحفي الإسرائيلي جدعون ليفي في صحيفة هآرتس عن ما حدث: "رأت إسرائيل صورا لم ترها في حياتها، سيارات عسكرية فلسطينية تقوم بدوريات في مدنها، وراكبو درجات هوائية من غزة يدخلون بواباتها، هذه الصور يجب أن تمزق عباءة الغطرسة.. الغطرسة الإسرائيلية هي وراء كل الذي يحدث..".

في ساعة متأخرة من يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، كانت الحكومة الإسرائيلية تعقد جلسة صاخبة وسط حالة من الإحباط والغضب والاتهامات المتبادلة والمشادات، بدا اللواء أهارون هاريفا محرجا، وقد كان الفشل الاستخباراتي هو موضع الانتقاد الرئيسي، ولم يكن تقييمهم بعيدا عن ما نشرته المقاومة تباعا في ذلك اليوم، وأبرزته وسائل الإعلام العالمية.

في ذلك الوقت، كانت العمليات ما زالت تجري في عمق المستعمرات وعلى مسافة 45 كيلومترا بعد أن تم خلال الساعات الأولى من الصباح اقتحام المقار العسكرية الإسرائيلية الشديدة التحصين، بينها 8 ثكنات عسكرية، وسقط أكثر من 1200 قتيل إسرائيلي، بينهم جنود وضباط في مهاجعهم، وتم سر أكثر من 150، بينهم ضباط برتب عالية، وكانت أعداد القتلى والجرحى والمفقودين والأسرى تتزايد باستمرار، وتتزايد معها وطأة "السبت الأسود".

طالت جلسة الحكومة الإسرائيلية على وقع حدة المشادات الكلامية وتبادل الاتهامات بين أعضائها حول الارتباك والفشل في استيعاب الهجوم، احتد وزير السياحة حاييم كاتس في وجه وزيرة الاتصالات غاليت ديستال، وطالب "بتوجيه ضربة لم يسبق لها مثيل منذ 50 عاما"، في حين قال وزير المالية بتسلئيل سموتريتش "يجب أن نوجه ضربة قاسية ولا نراعي كثيرا الإسرائيليين المختطفين".

ردت إسرائيل بعملية "السيوف الحديدية" وتشكيل مجلس حرب واستدعاء أكثر من 300 ألف جندي من الاحتياط، وقصف وحشي استهدف الأطفال والمدنيين، وطال المستشفيات والكنائس، وعملية برية واسعة مسكونة بهاجس الفشل العسكري الكبير يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي ويخيم عليها ذعر ذلك "السبت الأسود"، في وقت يقول فيه الصحفي جدعون ليفي "إن جيشا أمضى سنوات يطارد الأطفال ليس مستعدا للقتال".

...
...
 

إعداد وإشراف: زهير حمداني وطلال مشعطي

الصور والفيديوهات: غيتي - رويترز - الفرنسية - كتائب القسام - وسائل التواصل الاجتماعي.